خطبة الجمعة من "المنبر الحديث" فى"الرواق السعودي" .. حكاية تطويرالحرم المكى

صورة موضوعية
صورة موضوعية

المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة في تهامة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت للناس وضع على وجه الأرض للمسلمين ليعبدوا الله فيه ، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين.
 والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم ، سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي محمد إلى مكة المكرمة منتصرا ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة. ولأهمية المسجد البالغة لدي المسلمين أولي الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الحكام والملوك اهتماما كبيراً بتوسيع مساحة المسجد نظراً لتزايد أعداد المسلمين في العالم وكانت أول توسعة للمسجد في التاريخ على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 17 للهجرة ومن بعدها وحتى اللحظة لاتزال توسعة المسجد في اتساع.

وقد دشنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية "المنبر الحديث" في الحرم المكي الشريف، بخطبة صلاة الجمعة الماضية  للعام الهجري الجديد 1445هـ ، و "المنبر الحديث" مستوحي من "الرواق السعودي" الذي تم تصميمه أنطلاقًا من الهوية الجديدة لرئاسة الحرمين، وبطراز إسلامي فريد.

ويعد "الرواق السعودي" أيقونة بناء لم يشهدها المسجد الحرام من قبل؛ فقد اهتمت حكومة المملكة أن يكون بناء المسجد الحرام من أفضل التصاميم ، وأن تستخدم فيه أفضل المواد ، وأصبح الرواق أعجوبة معمارية في العمارة والبناء، وأنير بثريات خاصة، وأعمدة ملبَّسة بالرخام، وألوان زاهية في السقف، كما تم تبليطه بالرخام بألوان مختلفة ، حيث تعود نشأة "الرواق السعودي" الحالي إلى عهد الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة، والذي أمر بتوسعة المسجد الحرام قبل وفاته، ليبدأ تنفيذها في عهد خلفه الملك سعود العام 1955 م.

ووفق صحيفة "سبق" السعودية، بدأت توسعة المسجد الحرام بالرواق السعودي بحيث تكون خلف الرواق العباسي، الذي بناه الخليفة محمد المهدي في عهده وقد بدأت أعمال البناء بإزالة عدد من الأروقة القديمة، وإعادة بنائها بطريقة هندسية مغايرة، وهي التوسعة العاشرة في تاريخ المسجد الحرام، والأولى في تاريخ الدولة السعودية، وبنيت أروقتها من الخرسانة على عدة طوابق.

وأضاف الوقداني أن عدد الأعمدة في هذه التوسعة بلغ نحو 1500 عمود مكسوّة بالرخام الأبيض، وكذلك عدد من القباب على سطح الأروقة. كما أصبح للرواق السعودي عدد من البوابات، أشهرها: باب الملك عبدالعزيز، وباب العمرة، وباب الفتح.

وأكمل ملوك السعودية بناء "الرواق السعودي"، الذي حوّل مساحة المسجد الحرام من نحو 12 ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، وارتفعت الطاقة الاستيعابية أضعافًا مضاعفة مما كانت عليه في السابق.

وكان الحرم المكى قد مر بالعديد من مراحل التطوير والتوسعة وبدأها عمر بن الخطاب حيث كانت توسعتة في العام السابع عشر من الهجرة وفيها تم زيادة مساحة المسجد 560 م ، وبعدها قام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، في عام 26هــ بزيادة مساحة المسجد لتصبح حوالي 4390 م2 ،

وتقدر الزيادة بـ 2040 م2 تقريباً ، ثم قام عبد الله بن الزبير، بإعادة بناء الكعبة بعدما شب فيها حريق أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وانتهى الحصار بموت يزيد، وكانت التوسعة في عام 60.

وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت التوسعة الرابعة للمسجد سنة 91 هجرية، بعد أن أصابها سيل جارف، وقد زاد من مساحة المسجد ، وفى عهد أبي جعفر المنصوركانت تلك الزيادة في الفترة من سنة 137 هـ إلى سنة 140 هـ فقد زاد في مساحة الركن الشامي الذي كانت به دار النخلة ودار الندوة في أسفله، وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة بئرزمزم بشباك.

و قام المعتضد ببعض الترميمات والتوسعة من سنة 281 هـ إلى سنة 284 هـ، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقاً من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الحرام ستة أبواب، وأقيمت فيه الأعمدة، وسقف بخشب الساج، كما قام بإنشاء اثني عشر باباً من الداخل، وثلاثة أبواب من الخارج، وتمت الزيادة في ثلاث سنوات.
وفي فترة المقتدر بالله أضاف مساحة دارين للسيدة زبيدة أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306هـ، وأقام لها باباً كبيراً وهو المعروف الآن باسم «باب إبراهيم».


وبعد أن التصقت البيوت بالمسجد وانفصل المسعى عنه وأصبح المسعي طريقاً علي جانبية المساكن والمتاجر، بدأ مشروع توسعة المسجد في عهد الملك سعود في ربيع الآخر 1375هـ ، حيث كانت مساحة المسجد حينها 28 ألف م2 يسع حوالي 50 ألف مصلٍ ، وقد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات ، ووضع حجر الأساس للتوسعة في يوم الخميس 23 شعبان 1375هـ 5 أبريل 1956م ، وقد شملت التوسعة على عدة مراحل بحيث تضم كل أجزاء المسجد وكانت الزيادات والصيانة لكل جزء.

وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس لما عرف بمشروع أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرناً. في 2 صفر 1409هـ الموافق 13 سبتمبر 1988م، وشملت هذه التوسعة إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد والذي وصلت مساحته إلى -61 ألف م2 لأستعاب عدد أكبر من المصلين ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم المليون ونصف المليون مصلي ، أما التوسعة الثالثة للمسجد الحرام فى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود ، و تنفذت هذه التوسعة من خلال ثلاثة محاور رئيسية

ترشيحاتنا